والتحريض على القتال: الحَثّ والإِحماء عليه، قال الله تعالى:{ياأيها النبي حَرِّضِ المؤمنين عَلَى القتال} أَى حثَّهم عليه بالتَّزيين وتسهيل الخَطْب فيه، كأنه فى الأَصل إِزالة الحَرَض، نحو: قذَّيته أَى أَزلت عنه القَذى.
[بصيرة فى الحرف]
حرف كل شئ طَرَفه وشَفيرهُ وحَدّه. ومنه حرف الجبل وهو أَعلاه المحدَّد. قال الفرَّاء: جمع حَرْف الجبل حِرَف كعِنَبَ ومثله طَلّ وطِلَل ولم يُسمع غيرهما. وقوله تعالى {وَمِنَ الناس مَن يَعْبُدُ الله على حَرْفٍ} أَى على وجهٍ. وهو أَن يعبده فى السرَّاء دون الضراء. وقيل: على شكٍّ، وقيل على غير طُمأْنينة من أَمره، أَى يدخل فى الدين دخولَ غيرِ متمكن. وقيل: معناه ما بعده {فإِن أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمأَنَّ به} وفى معناه {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلك} . وقوله: صلى الله عليه وسلم "نزل القرآن على سبعة أَحرف كلها شاف كاف". قال: أَبو عبيدة أَى سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أَن تكون فى الحرف الواحد سبعة أَوجه، ولكن يقول: هذه اللغات السبع مفرقة فى القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعض بلغة هوزان، وبعضه [بلغة] أَهل اليمن.
وتحريف الشئ: إِمالته، وتحرَّف وانحرف: مال. قال الله تعالى {إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ} أَى مستطرداً يريد الكرَّة.