للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بصيرة فى هود]

هادَ يَهُودُ هَوْداً: تابَ ورَجعَ إِلى الحقّ، قال الله تعالى: {إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ} أَى تُبْنَا، وقال ابن عرفة أَى سَكَنَّا إِلى أَمْرِك.

وتقول: هذه هودٌ إِذا أَردتَ سورةَ هودٍ، وإِنْ جعلت هُوداً اسمَ السورة لم تَصْرِفْه، وكذلك نوحٌ، ونونٌ.

[والهُودُ: اليَهُودُ، وأَراد باليَهُود] اليهوديِّين، ولكنهم حذفوا ياءَ الإِضافة كما قالوا: زَنْجِىٌّ وزِنْجٌ ورُومِىٌّ ورُومٌ، وإِنَّما عُرِّفَ على هذا الحَدّ فجُمعَ على قِياس شَعِيرَة وشَعير، ثم عُرّف الجمعُ بالأَلف واللاَّم، ولولا ذلك لم يَجُز دُخول الأَلف واللاَّم عليه لأَنَّه معرفةٌ مؤنَّثٌ، فجرَى فى كلامهم مَجْرى القَبيلة ولم يُجْعَل كالحَىِّ، قال الأَسْوَدُ بن يَعْفر النَهْشَلّى:

فَرَّتْ يَهُودُ وَأَسْلَمُوا جِيرانَهُمْ ... صَمِّى لِما فَعَلَتْ يَهُودُ صَمامِ

وقد يُجْمع اليَهُودُ على / يُهْدان قال حَسّانُ رضى الله عنه يَهْجُو الضحّاك ابن خليفة رضى الله عنه فى شَأْن بنى قُرَيْظَةَ وكان، أَبو الضحّاك منافِقاً.

أَتُحِبُّ يُهْدان الحجاز ودِينُهُمْ ... عَبَدَ الحِمارَ ولا تُحِبُّ مُحَمَّدَا

وقيل يَهُود فى الأَصْلِ من قولهم: {إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ} وصار اسمَ مَدْح،

<<  <  ج: ص:  >  >>