{فَإِذَآ أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى المحصنات مِنَ العذاب} قيل: المحصنات: المزوّجات تصوّر أَن زوجها هو الَّذى أَحصنها. {والمحصنات} بعد قوله تعالى: {حُرِّمَتْ} بالفتح لا غير، وفى سائر المواضع بالفتح والكسر لأَنَّ الَّتى حرّم التزوّج بها المزوّجات دون العفيفات، وفى سائر المواضع يحتمل الوجهين.
[بصيرة فى الحصى]
أُخِذ من لفظه الإِحصاءُ وهو التَّحصيل بالعدد يقال: أَحصيت كذا. واستعمال ذلك فيه من حيث إِنَّهم كانوا يعتمدونه بالعدد كاعتمادنا فيه على الأَصابع.
قوله تعالى:{وأحصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} أَى حصّله وأَحاط به. وقال صلَّى الله عليه وسلَّم:"إِنَّ للهَ تعالى تسعة وتسعين اسماً مَنْ أَحصاها دخل الجنَّة" وقال "استقيموا ولن تُحْصُوا" أَى لن تحصّلوا ذلك. ووجه تعذُّر إِحصائه وتحصيله هو أَنَّ الحقّ واحد والباطل كثير بل الحقّ بالإِضافة إِلى الباطل كالنقطة بالإِضافة إِلى سائر أَجزاءِ الدائرة وكالمَرْمَى من الهَدَف، وإِصابة ذلك شديد، وإِلى هذا أَشار ما روى أَنَّ النبىّ صَلَّى الله عليه وسلم قال:"شيَّبتنى سورة هود وأَخواته" فسئل من الذى شيبك منه، فقال قوله تعالى:{فاستقم كَمَآ أُمِرْتَ} وقال أَهل اللُّغة: لن تحصوه أَى لن تحصوا ثوابه.