وهو ثبات الشئ على الحالة الأُولى. (وهو يضادّ الفناءَ) وبَقِىَ يَبْقَى كَرَضِىَ يَرْضَى، وبَقَى كَسَعَى يَسْعَى: ضدّ فنِى. وأَبقاه وتبقَّاه واستبقاه والاسم البَقْوى بالفتح وبالضَّمِّ والبُقيا بالضمّ وقد توضع الباقية موضع المصدر، و {بَقِيَّةُ الله خَيْرٌ لَّكُمْ} أَى طاعة الله، أَو انتظار ثوابه، أَو الحالة الباقيةُ لكم من الخير، أو ما أُبقِى لكم من الحلال. و {أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ} أَى إِبقاءٍ، أَو فهمٍ. و (الباقيات الصالحات) كل عمل صالح، أَو سبحان الله والحمد لله ولا إِله إِلاَّ الله والله أَكبر، أَو الصّلوات الخمس. وفى الحديث:"بَقينَا رسول الله صلى الله عليه وسلم": أَى انتظرناه وترصّدنا له مدّة كثيرة.
والباقى ضربان: باق بنفسه لا إِلى مدّة. وهو البارئ تعالى. ولا يصحّ عليه الفناء. وباقٍ بغيره. وهو ما عداه، ويصحّ عليه الفناء. والباقى بالله ضربان:
وباقٍ بنوعه وجنسه، دون شخصه وجزئه؛ كالإِنسان، والحيوانات. وكذا فى الآخرة باق بشخصه؛ كأَهل الجنة؛ فإِنَّهم يبقون على التأْبيد؛ لا إِلى مدّة. وباق بنوعه، وجنسه؛ كما روى عن النبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم "إِنَّ ثمار أَهل الجنَّة يقطفها أَهلها، ويأْكلونها، ثمّ يخلَف مكانها مثلُها". ولكون ما فى الآخرة دائماً قال الله - عز وجلّ -: {وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ وأبقى} .