للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بصيرة فى الجنح]

وقد ورد فى القرآن من هذه المادّة على وجوه: بمعنى الميل {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فاجنح لَهَا} وبمعنى جَنَاح المَلَك {أولي أَجْنِحَةٍ مثنى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} وبمعنى الإِبْط {واضمم إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} أَى يدك. وبمعنى التواضع {واخفض جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} أَى أَلِنْ جانبك. ومنه {واخفض لَهُمَا جَنَاحَ الذل مِنَ الرحمة} استعارة، لأَنَّ الذُّلَّ ضربان: ضرب يضع الإِنسان، وضرب يرفعه. وقُصِدَ هنا ما يرفعه، فاستعير لفظ الجناح له. والمعنى: استعمل الذل الذى يرفعك عند الله من أَجل رحمتك لهم. وبمعنى أَجنحة الطُّيور {وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} وسمّى جانبا الشئ جناحيه، فقيل: جناحاَ السفينة، وجناحا العسكر، وجناحَا الوادى، وجناحا الإِنسان لجانبيه.

وأَمّا الجُناح بالضمّ فورد بمعنيين: بمعنى الحَرَج {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ} {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النسآء} وبمعنى الإِثم فى العُقبى {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ في آبَآئِهِنَّ} ولكلٍّ نظائرُ. سمّى به لأَنَّه مائل بالإِنسان عن الحقّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>