النَّاسُ، قيل أَصلُه من ناشَ يَنُوسُ: إِذا اضْطَرَب، وتصغيرهُ على هذا نُوَيْسٌ. وقيل: أَصلُه فحُذِفَ فاؤه لَمَّا أُدخل عليه الأَلفُ واللام. وقيل من نَسِىَ، وأَصْلُه إِنْسِيانٌ على إِفْعِلان.
وقولُه:{قُلْ أَعُوذُ برَبّ النَّاس} ، [قد يُراد بالناس الفُضلاءُ دون من يَتناوله اسم الناس] تجوُّزاً، وذلك إِذا اعتبر معنى الإِنسانيّة، وهو وجُود العقل والذِكْر وسائر القوى المختصة به، فإِنَّ كلَّ شىءَ عُدِمَ فِعْلُه المختصُّ به لا يكاد يستحقُّ اسْمَه، كاليَدِ فإِنَّها إِذا عَدِمتْ فِعْلَها الخاصّ بها فإِطْلاق اليَدِ عليها كإِطلاقها على يَدِ السرير ورِجْلِه.
وقوله تعالى:{آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ الناس} أَى كما يفعلُ مَنْ وُجِد فيه معنَى الإِنسانِيةِ، ولم يَقْصِد بالإِنسان عَيْناً بل قَصَد المَعْنَى، وكذا قولُه:{أَمْ يَحْسُدُونَ الناس على مَآ آتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ} أَى من وُجِد فيه معنَى الإِنْسانِيّة أَىَّ إِنسان كان. ورُبَّما قُصِدَ به النَّوْعُ كما هو وعلى هذا قولُه:{وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} .