الطَرْف: العَين، ولا يجمع لأَنَّه فى الأَصل مصدر، فيكون واحدا ويكون جماعة. قال الله تعالى:{لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} . (وقال ابن عبّاد: الطرْف: اسم جامع للبصر لا يثنىّ ولا يجمع، وقيل: أَطراف، ويردّ ذلك قوله تعالى:{قَاصِرَاتُ الطرف} ، ولم يقل: الأَطراف. وروى القُتَيبىّ فى حديث أُمِّ سَلَمَة رضى الله عنها:"وغضّ الأَطراف"، ورُدّ عليه ذلك. والصّواب: غضّ الإِطراق، أَى يغضُضن من أَبصارهنّ مطرقات راميات بأَبصارهنّ إِلى الأَرض. وإِن صحّت الرّواية بالفاءِ فالمعنى تسكين الأَطراف - وهى الأَعضاءُ - عن الحركة والسير.
وقوله تعالى:{يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ} ، أَى لا يزال إِليك طرفهم وقوله تعالى:{أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} . قال الفرّاءُ معناه قبل أَن يأتيك الشىء زمن مدّ بصرك، وقيل: بمقدار ما تفتح عينك ثم تطرِف، وقيل: بمقدار/ ما يبلغ البالغ إِلى نهاية نظرك.