للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بصيرة فى نور]

النُّورُ: الضِّياء والسَّناءُ الَّذى يُعين على الإِبْصار، وذلك ضربان: دُنْيَوِىّ وأُخْرَوِىُّ، فالدُّنْيوى ضربان: مَعْقولٌ بعين البَصِيرة وهو ما انْتَشَر من الأَنوارِ الإِلهيّة كَنُورِ العَقْل ونُورِ/ القُرْآن، ومَحْسوسٌ بعين البَصَرِ وهو ما انْتَشَر من الأَجْسامِ النَيِّرةِ كالقَمَرَيْن والنُّجومِ [و] والنيّرات.

أَنشد بعض المفسّرين:

ثلاثَةُ أَنْوارٍ تُضِىءُ من السّما ... وفى سرِّ قَلْبِى مِثْلُهنَّ مُصَوَّرُ

فأَوَّلُه بدرٌ وثانِيه كَوْكَبٌ ... وثالِثُهُ شمْسٌ مُنِيرٌ مَدَوَّرُ

عُلُومِى نُجُوم القَلْبِ، والعَقْلُ بَدْرُه ... ومَعْرِفةُ الرَّحمان شَمْسٌ مُنَوَّرُ

إِمامِى كتابُ اللهِ، والبَيْتُ قِبْلَتى ... ودِينِى من الأَدْيانِ أَعْلَى وأَفْخَرُ

شَفِيعى رسولُ اللهِ، واللهُ غافِرٌ ... ولا رَبَّ إِلاَّ اللهُ واللهُ أَكْبَرُ

فمن النُّورِ الإِلهىّ، قولُه تعالى: {قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ الله نُورٌ} ، وقوله: {نُّورٌ على نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ} ، أَنشد بعضهم:

فى القَلْب نُورٌ ونُورُ الحَقِّ يَمْدُدُهُ ... يا حَبَّذا نُورُه من وَاحد أَحَدِ

نورٌ على النُّور فى نُور تَنَوَّرَه ... نُورٌ على النُّور دَلاَّلٌ على الصَّمَد

إِنْ رُمْتَ أَوَّلَه يَهْدى إِلى أَزَل ... أَو رُمْتَ آخِرَه يَطْوى على الأَبَدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>