الصَّوت: هو الهواءُ المنضغِط عن قَرْع جسمين. وأَمَّا قول رُوَيشد ابن كثير الطَّائىّ:
يا أَيّها الرّاكب المُزْجِى مَطِيَّته ... سائلْ بنى أَسَدٍ ما هذه الصَّوتُ
فإِنَّما أَنَّثه [لأَنه] أَراد به الضوضاء به والجلبة والاستغاثة.
والصوت ضربان: ضرب مجرّد عن تنفس بشىء كالصوت الممتدّ، ومتنفس بصورة مّا. وهو ضربان: ضرورىّ كما يكون من الجمادات ومن الحيوانات. واختيارىّ كما يكون من الإِنسان. وذلك ضربان: ضرب باليد كصوت العُود ونحوه، وضرب بالفم. وهو أَيضا ضربان: نطق وغير نطق، كصوت الناى. والنطق إِمّا مفرد من الكلام، وإِمّا مركَّب كأَحد الأَنواع من الكلام، قال تعالى:{لاَ ترفعوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النبي} ، وتخصيص الصّوت بالنَّهى لكونه أَعمّ من النطق والكلام. ويجوز أَنَّه خصّة لأَنَّ المكروه رفع الصّوت فوق صوته لا رفع الكلام.