قال الله تعالى:{ص والقرآن ذِي الذكر} أَى ذُكر فيه قصص الأَوّلين والآخرين. وقيل: ذى الشَّرف. وقوله تعالى:{فِيهِ ذِكْرُكُمْ} أى شرفكم وما تُذكرونَ به. وكذلك كقوله عزَّ وجلَّ:{بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ} أى بما فيه شرفُهم.
والذِّكر تارة يقال ويراد به هيئة للنفس بها يمكن الإِنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة، وهو كالحفظ إِلاَّ أَنَّ الحفظ يقال اعتبارًا بإِحرازه، والذِّكرُ يقال اعتباراً باستحضاره. وتارة يقال لحضور الشىءِ القلب أَو القولَ، ولِهذَا قيل: الذِّكر ذِكران: ذكر بالقلب وذكر باللسان، وكلُّ واحد منهما ضربان: ذكر عن نسيان، وذكر لا عن نسيان، بل [عن] إِدامة الحفْظ. وكلُّ قول يقال له ذِكْر.
وقوله:{قَدْ أَنزَلَ الله إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَّسُولاً} فقد قيل: الذِّكْرُ هنا وصف للنبىِّ صلىَّ اللهُ عليه وسلَّم، كما أَنَّ الكلمة وصف لعيسى عليه السّلام من