الأَوّل: بمعنى اللِّسان: {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم} .
الثَّانى: بمعنى الفم: {فردوا أَيْدِيَهُمْ في أَفْوَاهِهِمْ} وقال:
لا أُوالى أَحدا ذا بدعة ... لا ولا مَنْ كان من أَشباههم
لو أَمُتْ بينهم من عطش ... ما شربت الماءَ من أَمواههم
لا تلُمْنى صاحبى فى ذاك قد ... بَدَت البغضاءُ من أَفواههم
والأَفواهُ جمع فمٍ وأَصل فمٍ فَوهٌ. وكلّ موضع علَّق الله (فيه) حكمَ القول بالفم فإِشارةٌ إِلى الكذب، وتنبيهٌ على أَنَّ الاعتقاد لا يطابقه. قال - تعالى - {ذلك قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ} ومن ذلك فُوّهة الطَّريق؛ كقولهم: فم النَّهر.
قال ابن سِيده: الفاه، والفُوه، والفِيه، والفم سواء. والجمع أَفواه، وأَفمام - ولا واحد - لها - لأَنَّ فماً أَصله فَوَهٌ، حذفت الهاءُ كما حذفت من سنة، وبقيت الواو طرفاً متحرّكةً، فوجبَ إِبدالها أَلفاً لانفتاح