الصُّورة: ما ينتقِش به الأَعيان وتتميّز بها عن/ غيرها. وذلك ضربان: ضرب محسوس يدركه الخاصّة والعامّة، بل يدركه الإِنسان وكثير من الحيوانات؛ كصورة الإِنسان، والفرس والحمار. والثَّانى، معقول يدركه الخاصّة دون العامّة؛ كالصّورة التى اختصّ الإِنسان بها: من العقل والرويّة والمعانى التى مُيّز بها. وإِلى الصّورتين أَشار تعالى بقوله:{خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} ، {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} ، {في أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} ، {هُوَ الذي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرحام كَيْفَ يَشَآءُ} .
وقوله صلَّى الله عليه وسلَّمَ:"إِنَّ الله خلق آدم على صورته". أَراد بها ما خُصّ الإِنسان به من الهيئة المدرَكة بالبصر والبصيرة، وبها فضَّله على كثير من خَلْقه. وإِضافتُه إِلى الله تعالى على سبيل المِلْك لا على سبيل البعضيّة والتشبيه، تعالى الله عن ذلك. وذلك على سبيل التشريف كما قيل: حَرَمُ الله، وناقة الله، ونحوُ ذلك قوله:{وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} .