للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بصيرة فى ذكر صالح عليه السلام]

وصالح اسم علَم عربىّ. وهو أَوّل من سُمِّىَ بهذا الاسم. قال الثعلبى: هو صالح بن عبيد ابن آسف بن ماسح بن عبيد بن حاذر بن ثمود بن عَوْص بن إِرَم بن سام بن نُوح. قال أَبو عمرو بن العلاء: سُمِّيت ثَمُود لقلة مائها. والثَّمَدُ: الماءُ القليل.

وكانت مساكن ثَمُود الحِجْر بين الحِجاز والشام، وكانوا عَرَباً، وكان صالحٌ عليه السّلام من أَفضلهم نَسَباً، فبعثه الله إِليهم رسولاً وهو شابّ، فدعاهم إِلى أَنْ شَمِطَ ولم يتَّبعه منهم إِلاَّ قليل مستضعَفون. ولمّا طال دعاؤه إِيّاهم اقترحوا أَن تَخْرُجَ له النَّاقةُ من الحَجَرِ آية، وكان من أَمرها وأَمرهم ما ذكره الله عزّ وجلّ فى كتابه، وكان عَقْر النَّاقة يَوْم الأَربعاء.

وانتقل صالحٌ بعد هلاك قومه إِلى الشام بمن أَسْلَم معه، فنزلوا رَمْلَة فِلَسْطِين، ثم انتقل إِلى مَكَّة، فتوفِّىَ صالحٌ بها، وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنة، وكان أَقام فى [قومه] عشرين سنة وقيل صار بقيّة المؤمنين من قوم صالح بمدينة جَابَلْص من ناحية المشرق، وبقية المؤمنين من قوم هود بمدينة جَابَلْق من ناحية المغرب. والعامة تلحن وتقول: جابَلْقا وجابَلْصا. وعُرِضَ القَوْمان على النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليلة المعراج، فدعاهم إِلى دِينه وشَريعته فآمنوا به وصاروا من أُمّته، وسيدخلون يوم القيامة فى شفاعته.

ودَعا الله تعالى صالحاً فى القرآن بعشرة أَسماء: مُرْسَلٌ {كَذَّبَتْ ثَمُودُ المرسلين} رَسولٌ وأَمِينٌ {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} ، أَخٌ {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ} ، مُبَلِّغ {لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي} ، صادِقٌ {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الصادقين}

<<  <  ج: ص:  >  >>