وسُمِّى العقل عقلا لأَنه يَعقل صاحبَه عمّا لا يَحْسُن. وهو القوّة المتهيّئة لقبول العلم. ويقال للعلم الَّذى يستفيدهُ الإِنسان بتلك القوّة العقل أَيضاً؛ ولهذا قيل:(العقل عقلان، فمطبوع ومسموع، ولا ينفع مسموع إِذا لم يك مطبوع، كما لا تنفع الشمّس وضوءُ العين ممنوع) / وإِلى الأَوّل يشير ما روى فى بعض الآثار: ما خلق الله خَلْقًا أَكرم عليه من العقل. وكذا: أَوّلُ ما خلق الله العقلُ. وإِلى الثانى يشير ما رُوى: ما كَسَب أَحد شيئاً أَفضل من عقل يهديه إِلى هُدًى، أَو يردّه عن رَدًى. وهذا العقل هو المعنىّ بقوله تعالى:{وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ العالمون} . وكلّ موضع ذمّ الله الكفار بعدم العقل فإِشارة إِلى الثانى، وكلّ موضع رفع التكليف عن العبد فإِشارة إِلى الأَوّل.