للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بصيرة فى الخلد والخمود والخمر]

خلا المكانُ خُلُوّاً وخَلاَءً. وأَخْلَى واستخلى: فَرَغ. ومكانٌ خلاءٌ؛ ما فيه أَحد. وأَخلاه: جعله أَو وجَدُه خالياً. وخلا: وقع فى مكان خال.

والخُلُوُّ يستعمل فى الزَّمان والمكان، لكن لمّا تُصوّر فى الزَّمان المضىّ فسر أَهل اللُّغة قولهم "خلا الزَّمان" بقولهم: مَضَى وذهب. قال تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} وقوله {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} أَى يتحصّل مودّة أَبيكم وإِقباله عليكم. وخلا الإِنسان: صار خاليا. وخلا فلان بفلان: صار معه فى خلاءٍ. وخلا إِليه: انتهى إِليه فى خَلْوة، قال تعالى: {وَإِذَا خَلَوْاْ إلى شَيَاطِينِهِمْ} وخلَّيتُ فلاناً: تركته فى خلاء، ثمّ قيل لكلّ تَرْك: تخلية. قال تعالى: {فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} .

والخُمُود. والانطفاءُ. خَمَدت النَّار تَخْمُد: طفِئ لهيبُها.

وقوله تعالى: {جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ} كناية عن موتهم. ومنه قولهم: خَمَدت الحُمّى أَى سكنت.

والخمر مادّتها موضوعة للتغطية والمخالطة فى سَتْر. وسمّيت الخمر خمراً لأَنَّها تُركت فاختمرت. واختمارها تغيُّر رِيحها، وفى الحديث "الخمر ما خمر العقل" قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخمر} والخِمار - بالكسر -

<<  <  ج: ص:  >  >>