والنَّهْىُ عن الشىءِ من حيثُ المَعْنَى قد يكون بالقَوْل، وقد يكون بغيره، وما كان بالقول لا فَرْق بين أَن يكون بلَفْظة افْعَلْ كاجْتَنِبْ، أَو بلفظِة لا تَفْعَلْ، ومن حيث اللفظُ هو قولهم: لا تَفْعَلْ كذا، فإِذا قيل لا تَفْعَلْ كذا فَنَهْىٌ من حيثُ اللفظُ والمعنى جميعاً، نحو قوله تعالى:{وَلاَ تَقْرَبَا هاذه الشجرة} . وأَمَّا قوله تعالى:{وَنَهَى النفس عَنِ الهوى} فلم يُرِدْ أَن يقولَ لنفسه لا تَفْعَل كذا، بل أَراد ظَلْفَها عن هواها وقَمْعَها عن مُشْتَهاها. وكذا النَّهْىُ عن المُنْكر يكون تارةً باليد وتارة باللِّسان وتارة بالقَلْب. وقوله تعالى: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان وَإِيتَآءِ ذِي القربى وينهى عَنِ