فى النَّشأَة الأُولى وفى النَّشأة الآخرة. قال الله تعالى {لَهُمْ دَارُ السلام عِندَ رَبِّهِمْ} أَى الجنَّة، و {دَارَ البوار} أَى الجحيم. والدَّورة والدّائرة فى المكروه كما يقال الدّولة فى المحبوب، قال تعالى:{نخشى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ} أَى حادثة قاله ابن عرفة. وقال الأَزهرى: معنى الدّائرة الدّولة تدور لأَعداءِ المسلمين عليهم. وقوله تعالى:{عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السوء} أَى يحيط بهم السُّوء إِحاطة الدائرة بمن فيها فلا سبيل إِلى الانفكاك عنها بوجه. وقوله:{تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ} أَى تتداولونها وتتعاطونها من غير تأْجيل. وقوله تعالى:{وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدوائر} أَى الموت والقتل.
والدّولة والدُّولة واحدة. وقيل: بالضمّ فى المال، وبالفتح فى الحرب والجاه. وقيل: الدُّولة بالضمّ اسم الشئ الَّذى يُتداوَل بعينه، والدولة المصدر، قال تعالى:{كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغنيآء مِنكُمْ} . وتداول القومُ كذا أَى تناولوه من حيث الدّولة. وداول اللهُ بينهم، قال تعالى:{وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس} .