الأَجسام الموضوعة إِذا أَعْلَيْتُها عن مَقَرِّها، وتارة فى البناءِ إِذا طوّلته، وتارة فى الذكر إِذا نوَّهته، وتارة فى المنزلة إِذا شَرَّفتها؛ نحو:{وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطور} ، {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القواعد مِنَ البيت} ، {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} ، {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} . وقوله:{بَل رَّفَعَهُ الله إِلَيْهِ} ، [قيل] فيه: رفعه إِلى السّماء، و [قيل] فيه: رفعهُ من حيث التَّشريف. وقوله:{وَإِلَى السمآء كَيْفَ رُفِعَتْ} إِشارة إِلى المعنيين: إِلى اعتلاءِ مكانها، وإِلى ما خصّ به من الفضيلة وشرفِ المنزلة. وقوله:{وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ} أَى شريفة. وقوله:{أَذِنَ الله أَن تُرْفَعَ} أَى تُشرّف.
والرِّقَّة كالدِّقة، لكن الدقة يقال اعتبارا بمراعاة جوانبه، والرِّقة اعتبارًا بُعمْقه. فمتى كانت الرّقة فى جسم يضادّها الصَفَاقة، نحو: ثوب رقيق وصفيق، ومتى كانت فى النفس يضادّها الجَفْوة والقسْوة، نحو: رقيق القلب وقاسى القلب.