للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَو رضى بيسير منه. والزُّهْد: الرّضا بالقليل، قال تعالى: {وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزاهدين} .

وقد أكثر المشايخ من الكلام فى الزهد، وكلٌّ أَشار إِلى ذوقه، ونطق عن حاله ومشاهدته.

فقال سفيان الثورىّ: الزُّهد: قِصَرُ الأَمل، ليس بأَكل الغليظ ولا لبس العباءَة. وقيل: الزُّهد فى قوله تعالى: {لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ على مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ} .

وقال ابن الجلاء: الزهد: هو النظَّر إِلى الدُّنيا بعين الزَّوال لتصغر فى عينيك، فيتسهَّل عليك الإِعراض عنها.

وقال ابن خفيف رحمه الله: علامة الزهد وجود الراحة فى الخروج من المِلك. وقال أَيضا: هو سُلُوّ القلب عن الأَسباب، ونفض الأَيدى عن الأَملاك. وقيل: هو عُزُوف القلب عن الدنيا بلا تكلّف.

وقال الجُنيد: هو خُلوّ القلب عمّا خلَت منه اليد.

وقال عبد الواحد بن زيد: ترك الدِّينار والدِّرهم.

وقال أَبو سليمان الدَّارانى: ترك ما شَغَل عن الله تعالى.

وقال الإِمام أَحمد: الزُّهد على ثلاث درجات: ترك الحرام، وهو زُهد العوامّ. وترك الفُضُول من الحلال، وهو زهد الخواصّ. والثالث: ترك ما شغل عن الله، وهو زهد العارفين.

<<  <  ج: ص:  >  >>