للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولاكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} كقوله: {وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات والأرض طَوْعاً وَكَرْهاً} . [ {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} ] . وذلك يقتضى أَن يكون سجودا على الحقيقة، وتسبيحا له على وجهٍ لا نفقههُ، بدلالة قوله {ولاكن لاَّ تَفْقَهُونَ} ، ودلالةِ قوله: {وَمَن فِيهِنَّ} بعد ذكر السّماوات والأَرض. ولا يصحّ أَن يكون تقديره: يسبّح له مَن فى السّماوات، ويسبّح له مَن فى الأَرض؛ لأَنَّ هذا ممّا نفقهه، ولأَنه محال أَن يكون ذلك تقديره، ثمّ يعطف عليه بقوله: {وَمَن فِيهِنَّ} .

والأَشياء تسبّح وتسجد، بعضها بالتَّسخير وبعضها بالاختيار، ولا خلاف أَنَّ السماوات والأَرض والدّوابّ مسبِّحات بالتَسخير، من حيث إِنَّ أَحوالها تدلّ على حكمة الله تعالى، وإِنما الخلاف فى السماوات والأَرض هل تسبّح باختيار، والآية تقتضى ذلك.

وسُبحانَ اللهِ أَى تنزيهاً لله من الصّحابة والولد. وهى معرفة ونصبها على المصدر، أَى أُبْرىء الله من السّوءِ براءَةً، أَو معناه السرعة إِليه والخِفَّة فى طاعته. وسبحان مِن كذا: تَعَجُّبٌ منه. وأَنت أَعلم بما فى سبحانِك

<<  <  ج: ص:  >  >>