وقولُه:{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدين مَا وصى بِهِ نُوحاً} الآية، إِشارة إِلى الأُصول التى تتساوى فيها المِلَل، ولا يصحّ عليها النَّسْخ، كمعرفة الله تعالى، ونحو ذلك ممّا دلّ عليه قوله:{وَمَن يَكْفُرْ بالله وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ واليوم الآخر} .
وقال بعضهم: سُمِّيت الشَرِيعة تشبيهًا بشريعة الماءِ، مِن حيث إِنَّ مَن شرع فيها على الحقيقة والمصدوقة رَوِى وتطهّر. قال: وأَعنى بالرىّ ما قال بعض الحكماءِ: كنت أَشرب فلا أَرْوَى، فلمّا عرف [الله تعالى] رَوِيت (فلا أَشرب) . وبالتَّطهّر ما قال تعالى:{إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} . يقال: الشرائِع نِعْمَ الشرائع، من وردها رَوِىَ، وإِلاَّ دَوِىَ.
وقوله:{يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً} جمع شارع. و (شارعة الطريق) جمعها: شوارع. وشرَعَ البابُ إِلى الطريق، وأَشرعته. والنَّاس فيه شَرْع: سواءٌ. وشَرْعُك ما بلَّغك المَحَلَّ. وضربوا الشِّرَع والأَوتار، الواحدة شِرْعة.
ومَدّ البعير شِرَاعهُ: عُنُقه. وبعيرٌ شِرَاعىّ العُنُق وشُراعِيُّها. قال:
شُِراعِيّة الأَعناق تَلْقَى قِلاَصها/ ... قد استلأَت فى مَسْك كَوماءَ بازل