والاصِّعَاد والاصَّعُّد والاصَّاعُد: الصّعود، قال تعالى:{كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السمآء} ، قرأَ أَبو بكر بن عَيَّاش: يصّاعَد.
والإِصعاد، قيل: هو الإِبعاد فى الأَرض، سواءٌ كان ذلك صُعُودًا أَو حُدُورًا، وأَصله من الصُّعود، وهو الذهاب إِلى الأَمكنة المرتفعة؛ كالخروج من البصرة إِلى نجد، ثم استُعمل فى الإِبعاد وإِن لم يكن فيه اعتبار الصعود؛ كقولهم: تَعالَ، فى أَنَّه فى الأَصل دعاء إِلى العلوّ، ثمّ صار طلبًا للمجىء؛ وسواءٌ كان إِلى أَعلى أَو إِلى أَسفل. قال تعالى:{إِذْ تُصْعِدُونَ} ، قيل: لم يقصد بقوله: {إِذْ تُصْعِدُونَ} إِلى الإِبعاد فى الأَرض، وإِنَّما أَشار به إِلى علوّهم فيما تحرَّوه وأَتَوه؛ كقولهم: أَبعدتَ فى كذا، وارتقيتَ فيه كلّ مرتقًى. وكأَنَّه قال: إِذْ أَبعدتم فى استشعار الخوف، والاستمرار على الهزيمة.
واستعير الصُّعُود لما يصل من العبد إِلى الله، والنزول لما يصل من الله إِلى البعد، فقال تعالى:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب} .