قال تعالى:{فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ} . وقرأَ الكوفيّون غير عاصم:(فَمَنْ يَطَّوَّعْ) . أَى يَتَطوَّع.
وقوله تعالى:{فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ} أَى تابَعته، وقيل: سَهّلت له نفسُه وطاوعته. وقال مجاهد: أَى شجّعته وأَعانته، وأَجابته إِليه. وقال الأَخفش: هو مثل طوّقت له، ومعناه: رخَّصت وسهّلت.
والاستطاعة: والإِطاقة، وربما قالوا: استطاع يَسْطِيع، يحذفون التاءَ استثقالاً لها مع الطاءِ، ويكرهون إِدغام التاءِ فيها فتُحرَّكَ السّين وهى لا تحرّك أَبدا. وقرأَ حمزة غير خلاَّد {فَمَا اسطاعوا أَن يَظْهَرُوهُ} بالإِدغام، فجمع بين السّاكنين. وذكر الأَخفش أَن بعض العرب يقول: اسْتَاع يَسْتيع فيحذف الطاء استثقالا وهو يريد استطاع يستطيع، قال: وبعض يقولون: أَسْطاع يُسْطيع بقطع الهمزة وهو يريد أَطاع يُطيع، ويجعل السّين عِوضًا عن ذهاب حركة العين، أَى عين الفعل. ويقال: تطاوَعَ لهذا الأَمر: [تكلّف استطاعته حتى] يستطيعه. وهو [ضد] معنى قول عمرو بن معد يكرب رضى الله عنه: