ذلك منهم نحو نسَّابَة وعلاَّمة. وقيل: مَلَك معقِّب وملائكة معقِّبة ثمّ معقِّباتٌ / جمع الجمع. وقوله تعالى:{ولى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ} ، أَى لم يعطف، وقيل: لم يرجع، وقيل: لم يمكث ولم ينتظر. وحقيقته لم يُعقّب إِقباله إِدباراً (إِقبالاً) والتفاتًا، ولذلك قيل: تعقيبة خير من غَزَاة.
وعاقبت الرّجل فى الراحلة: إِذا ركبتَ أَنت مرّة وهو مرّة. وقوله:{وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الكفار فَعَاقَبْتُمْ} أَى أَصبتموهم فى القتال بعقوبة حتىَّ غنمتم. وقوله تعالى:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} سمّى الأَوّل عقوبة، وما العقوبة إِلاَّ الثانية لازدواج الكلام فى الفعل بمعنى واحد، ومثله قوله تعالى:{ذلك وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ} ، وكذلك قوله تعالى:{وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} والمجازاة عليها حَسَنة، إِلاَّ أَنَّها سميّت سيّئة لأَنها وقعت إِساءَة بالمفعول به، لأَنَّه فِعْل ما يسوءُه. والعقوبة والمعاقبة والعِقاب يُخصّ بالعذاب، قال تعالى:{فَحَقَّ عِقَابِ} .
والعَقِب: مؤَخَّر الرِّجْل. ورجع على عقبه: انْثَنَى راجعًا، قال تعالى:{فَكُنتُمْ على أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ} .