للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله قُرْبَاناً آلِهَةَ} من قولهم: قُرْبان المَلِك لمن يتقرّب بِخِدْمته إِلى الملِك، ويستعمل ذلك للواحد والجمع. وقرابين الملك: جُلَساؤهُ وخواصّه، تقول: فلان من قُرْبَان الملِك، ومن بُعْدانه؛ ولكونه فى هذا الموضع جمعاً قال تعالى: (آلهة) . والتقرُّب: التحرّى لما يقتضى حُظوة.

وقُرْب الله تعالى من العبد: هو الإِفضال عليه والفيض (لا بالمكان. وقرب العبد من الله فى الحقيقة) : التخصّص بكثير من الصّفات الَّتى يصحّ أَن يوصف الله بها، وإِن لم يكن وصف الإِنسان به على الحدّ الذى يوصف به الله تعالى، نحو الحِكمة والعلم والرّحمة، وذلك يكون بإِزالة الأَوساخ: من الجهل والطيش والغضب والحاجات البدنيّة، بقدر طاقة البشر، وذلك قرب رُوحانَّى لا بدنىّ. وعلى هذا القرب نبّه صلَّى الله عليه وسلَّم [فيما ذكر الله تعالى] : "من تقرّب منىِّ شِبْراً تقرَّبْتُ منه ذراعاً" وقوله عن الله عزَّ وجلّ أَيضاً: "ما تقرَّب إِلىَّ عبدى بمثل أَداء ما افترضته ولا يزال العبد يتقرّب إِلىّ بالنَّوافِل حتىَّ أُحبّه". الحديث.

وقوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزنى} هو أَبلغ من النَّهى عن الزنىَ، لأَنَّ النَّهى عن قربه أَبلغ من النَّهى عن إِتيانه، وكذا قوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم} أَبلغ من النَّهى عن تناوله، وكذا قوله: {وَلاَ تَقْرَبَا هاذه الشجرة} أَبلغ من ولا تأْكلا من ثمرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>