ويستعمل الكبير فيما يصعب ويشقّ على النَّفس، نحو قوله تعالى:{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخاشعين} . وقوله:(كَبيرة) فيه تنبيه على عظم ذلك من بين الذنوب وعظم عقوبته، ولهذا قال:{كَبُرَ مَقْتاً عِندَ الله} . وقوله:{تولى كِبْرَهُ} إِشارة إِلى مَن تولَّى حديث الإِفك، وتنبيه بأَنَّ من سنَّ سنَّة قبيحة يصير مقتدًى بها فذنبه أَكبر.
والكِبْر والتكبُّر والاستكبار متقاربة. فالكِبْر حالة يتخصّص بها الإِنسان من إِعجابه بنفسه، وأَن يرى نفسه أَكبر من غيره. وأَعظم الكِبْر التكبُّر على الله بالامتناع عن قبول الحقِّ.
والاستكبار على وجهين: أَحدهما: أَن يتحرَّى الإِنسان ويطلب أَن يكون كبيرًا، وذلك متى كان على ما يجب، وفى المكان الَّذى يجب، وفى الوقت الَّذى يجب فمحمود. والثانى: أَن يتشبَّع فيُظهر من نفسه ما ليس له، فهذا هو المذموم، وعليه ورد القرآن الكريم وهو قوله تعالى:{أبى واستكبر} ، وقوله:{فَيَقُولُ الضعفاء لِلَّذِينَ استكبروا} ، وقوله:{فاستكبروا وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ} ، ونبّه بقوله (مُجْرمين) أَن حاملهم على ذلك ما تقدَّم من جُرمهم، وأَنَّ ذلك دأْبهم لا أَنه شىء حادث منهم.
والتكبّر على وجهين:
أَحدهما: أَن تكون الأَفعال الحسنة كبيرة فى الحقيقة وزائدة على محاسن غيره، وعلى هذا قوله تعالى:{العزيز الجبار المتكبر} .