وقال البيانيّون: إِذا وقعت كلٌّ فى حيّز النفى كان النفى موجّهاً إِلى إِلى الشمول خاصّة، وأَفاد مفهومُه ثبوتَ الفعل لبعض الأَفراد؛ كقولك: ما جاءَ كلّ القوم، ولم آخذ كلَّ الدراهم، وكُلُّ الدَّراهم لم آخذ،
وقوله:
ما كلّ رأْىِ الفتى يدعو إِلى رشد
وقوله: ما كلّ ما يتمنى المرءُ يدركه
وإِن وقع النفى فى حيّزها اقتضى السّلب عن كل فرد، كقوله صلى الله عليه وسلم لما قال له ذو اليدين: أَنسيت أَم قَصُرت الصلاة: "كلُّ ذلك لم يكن". ومنه قول أَبى النجم:
قد أَصبحت أَمّ الخيار تدَّعِى * علىّ ذنباً كلُّه لم أَصنع
وأَمّا كُلّ فى نحو:{كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ}[فهى] منصوبة على الظَّرفيّة بالاتِّفاق، وناصبها الفعل الذى هو جواب فى المعنى، مثل (قالوا) فى الآية، وجاءَته المصدريّة من جهة (ما) ، فإِنها إِمّا أَن تكون اسما نكرة بمعنى وقت، أَو تكون حرفاً مصدريًّا والجملة بعده صلة؛ والأَصل: كل وقت رزْق، ثم عُبّر عن معنى المصدر بما. والله أَعلم.
والكلالة: الرجل لا والد له ولا ولد. وقيل: ما لم يكن من النسب لَحَّا، وقيل: الوراثة كلهم سوى الوالدين والأَولاد. وقيل: من تكلَّل نسبُه