فإِن (ذلك) حقيقة فى الواحد، وأشير بها إِلى المثنى على معنى: وكِلاَ ما ذكر، على حدّ ما فى قوله تعالى:{لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذلك} وأَجاز: ابن الأَنبارىّ إِضافتها إِلى النكرة المختصَّة، نحو: كلا رجلين عندك محسنان؛ فإِن (رجلين) قد تخصَّصا بوصفهما بالظرف. وحكوا: كلتا جاريتين عندك مقطوعة يدها، أَى تاركة للغَزْل.
ويجوز مراعاة لفظ كلا وكلتا فى الإِفراد، نحو:{كِلْتَا الجنتين آتَتْ أُكُلَهَا} ، ومراعاة معناهما وهو قليل. وقد اجتمعا فى قوله:
كلاهما حين جَدّ الجرى بينهما ... قد أَقلعا وكِلا أَنفيهما رابى
ويتعين مراعاة اللفظ فى نحو كلاهما محبّ لصاحبه؛ لأَن معناه: كل منهما.
وكلا وكلتا إِذا أَضيفا إِلى مضمر قلب [أَلفهما] فى النصب والجرّ ياءً، فتقول: رأَيت كليهما وكلتيهما، ومررت بكليهما وكلتيهما. وإِذا أضيفا إِلى ظاهر بقى أَلفهما على حاله فى النصب والجرّ.