والوُسْطَى من الأَصابع معروفةٌ. والصّلاة [الوُسُطى] فى قوله تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصلوات والصلاة الوسطى} قيل: الصُّبح؛ وقيل: الظُّهر؛ وقيل: العَصْرُ؛ وقيل: المَغْرِب؛ وقيل: العِشاءُ، وقيل: الوِتْرُ؛ وقيل: صلاةُ عِيد الفِطُر؛ وقيل: صلاةُ عِيدِ الأَضْحَى؛ وقيل: صلاةُ الضُّحَى؛ وقيل: صلاة الجَماعة؛ وقيل: الصَّلواتُ جميعاً؛ وقيل: الصبحُ والعصرُ معا؛ وقيل: غير مُعَيَّنة؛ وقيل: العِشاءُ والصُّبْحُ معاً؛ وقيل: صلاةُ الخَوْف، وقيل: صلاةُ الجُمُعة يوم الجمُعة، وفى سائر الأَيّام صلاةُ الظُّهر؛ وقيل: المتوسّطة بين الطُّول والقِصَر؛ وقيل: كلَّ واحدة من الخَمْس لأَنَّ قَبْلَها صلاتين وبعدَها صلاتين.
قال ابنُ سيده: هى صلاةُ الجُمعة لأَنَّها أَفضلُ الصّلوات، قال: ومن قال خِلافَ هذا فقد أَخطأَ.
أَوْرَدُوا عليه قولَه صلَّى الله عليه وسلَّم فى يوم الأَحزاب:"شَغَلُونا عن الصّلاةِ الوُسْطَى صلاةِ العَصْر مَلأَ اللهُ بُيوتَهُم وقُبُورَهم ناراً" قيل: لا يَردُ عليه، لأَنَّ المذكورة فى الحديث ليس المراد بها المذكورة فى التنزيل. ولكلّ قائل من ذوى الأَقوال المذكورة دليلٌ وتوجيهٌ لا نُطَوِّل بشرِحه. وأَقوى الأَقوالِ ثلاثة: العصرُ، والصّبحُ، والجُمُعَة.