للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونَفَى المُولاة فى الآخرة، فقال فى مُوالاة الكُفَّارِ بعضِهم بعضاً {يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً} .

قالوا: تَوَلَّى إِذا عُدِّىَ بنفسه اقتضَى معنَى الوِلاية وحُصُولَه فى أقرب المَواضع، يُقال: وَلَّيْتُ سَمْعى كذا، ووَلَّيْتُ عَيْنِى كذا، أَى أَقبلت به عليه، قال تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام} ؛ وإِذا عُدِّىَ بِعَنْ لَفْظاً أَو تقديراً اقْتَضَى معنى الإِعْراض وتَرْك قُرْبه، فمن الأَوّل قوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} ومن الثَّانى: {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ الله عَلِيمٌ بالمفسدين} .

والتَوَلِّى قد يكون بالجسْم، وقد يكون بتَرْك الإِصْغاءِ والائتمار، قال تعالى: {وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} أَى لا تفعلُوا ما فعل المَوْصُوفون بقوله: {واستغشوا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ} ، ولا تَرْتَسِمُوا قولَ من حُكِىَ عنهم {وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لهاذا القرآن والغوا فِيهِ} .

وقوله: {وَإِنِّي خِفْتُ الموالي مِن وَرَآئِي} قيل: أَبْناءُ العَمِّ، وقيلَ: مَواليه من أُمَّته.

ويُقال: وَلاَّه دُبُرَه: إِذا انْهَزَمِ، قال تعالى: {فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأدبار * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ} .

وقوله تعالى: {هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً} ، أَى ابْناً يكون من أَوليائكَ. وقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذل} فيه نَفْىُ الوَلِىّ بقوله من الذُّلِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>