للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ خَدَعَك ففطِنْتَ له فقد خَدْعْتَه. وقد رُوِى: "أَنَّ المُسْتَهْزِئين يُفْتَح لهم بابٌ من الجنَّة فيُسْرِعون نحوَه، فإِذا انتهوا إِليه سُدَّ عليهم". فذلك قوله: {فاليوم الذين آمَنُواْ مِنَ الكفار يَضْحَكُونَ} .

وعلى هذه الوُجوهِ قوله تعالى: {سَخِرَ الله مِنْهُمْ} وقيل: هو أَن يُضْرَبَ للمؤمنين نورٌ يَمْشُون به على الصّراط فإِذا وَصَل المنافِقون إِليه حِيلَ بينهم وبين المؤمنين، كما قال الله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} ، وكما قال: {فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ} الآية. وقال الحَسَن: معناه: يُظْهِر الله المؤمنين على نِفاقهم.

وقوله تعالى: {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} أَى بمحمّد وأَصحابه، قرأَ أَبو جعفر: مَسْتَهْزُون ويَسْتَهْزُون، وقل استَهْزُوا بترك الهمزة فيهنَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>