ويَئِسَ أَيضا بمعنى عَلِمَ فى لغة النَخَع، ومنه قوله:{أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا} . كان علىّ بن أَبى طالبِ رضى الله عنه ومُجاهِدٌ وأَبو جَعْفر والْجَحْدِرىّ وابنُ كَثِيرٍ وابنُ عامرٍ يقرأُون:(أَفَلَمْ يتبيّن الَّذين آمَنُوا) ، فقيل لابن عبّاس: إِنَّها يَيْأَس، فقال: أَظنَّ الكاتب كتَبها وهو ناعِسٌ. وقال سُحَيُمُ بن وَثِيل اليَرْبُوعى الرِّياحىّ.
وقال الفَرّاء فى قوله تعالى:{أَفلَمْ يَيْئَسِ الَّذِين آمَنُوا} أَفَلَمْ يَعْلَم قال: وهو فى المعنى على تفسيرهم، لأَنّ الله تعالى قد أَوْقَع إِلى المؤمنين أَنْ لَوْ شاءَ لَهَدَى النَّاسَ جميعاً فقال: أَفلم ييأَسوا علماً، يقول: يُؤيسُهم العلم، فكان العلم فيه مضمرا، كما تقول فى الكلام: قد يَئِستُ منك أَلاَّ تُفْلح، كأَنَّك: قلت [قد] عَلِمْتُه عِلْماً. وقيل معناه: أَفلَمْ يَيْأَس الَّذين آمنوا من إِيمان من وَصَفَهم الله بأَنَّهم لا يؤمنون، لأَنه قال:{وَلَوْ شَآءَ الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الهدى} .
وقوله:{كَمَا يَئِسَ الكفار مِنْ أَصْحَابِ القبور} قال ابن عرفة: