لهم جَسَداً مخلوقاً على ذلك لتعظيم الآية وإِيضاحها. وأَمّا قِراءَة إِسكان الباء فذهابا إِلى أَنَّه وإِنْ لم يكن طريقاً فإِنَّه موضعٌ قد كان فيه ماءٌ فيَبسَ. وحرّك العجّاج الباء، للضرورة فى قوله:
تسمعُ لِلْحَلْىِ إِذا ما وَسْوَسا ... والْتَّجَّ فى أَجْيادِها وأَخْرَسَا
رَفْرَفَةَ الرّيحِ الحَصادَ اليُبَّسا
ويقال: شاةٌ يَبَسٌ: إِذا لم يكن بها لَبَنٌ، ويَبْسٌ أَيضاً بالتسكين، حكاهما أَبو عبيدة. وقال ابنُ عبّاد: اليَبْسة: التى لا لَبَنَ لها من الشَّاءِ، والجمع اليَبَساتُ واليباس.
والأَيْبَسانِ: مالا لَحْمَ عَلَيْه من السّاقين، وقيل: ما ظهر من عَظْمَى وَظِيفِ الفَرَس وغيره، وهو اسمٌ لا نَعْت، ولهذا جُمِع على أَيابِس.
واليَبِيسُ من النَّبات: ما يَبِس منه، يقال يَبِسَ فهو يَبيسٌ مثال سَلِمَ فهو سَلِيمٌ.
ويَبيسُ الماءِ: العَرَقُ، قال بشْرُ بن أَبى خازِم يصف حِجْراً.
تراها من يَبيس الماءِ شُهْباً.
إِنَّما قال شُهْباً لأَنَّ العَرَق يجفّ عليها فتَبْيَضُّ.