فعَنوا بحُبّه تعالى عن حُبّ ما سواه، وبُمراده منهم عن مرادهم.. وحظوظهم، فلم يكونوا عاملين على فناءٍ ولا استغراق فى الشُّهود، بحيث فَنُوا به عن مُراد محبوبهم، بل فَثُوا بمُراده عن مُرادهم، فهم أهل فَناءٍ فى بَقاءٍ، وفَرْق فى جَمْع، وكَثْرَة فى وَحْدَة، وحقيقةٍ كَوْنِيَّة فى حقيقة دينيَّة.
هم القَوْمُ لا قَوْمَ إِلاَّ هُمُ ... ولولاهُمُ ما اهْتَدَينا السَّبيلا
فنسبة أَحوالهم إِلى أَحوال غيرهم كنسبة ما يَرشَحُه الظَّرْفُ والقرْبة إِلى ما فى داخلها، والله أَعلم. قال بعض العارفين:
اليقين الصّريح رُؤيَتُك الَشْى ... ءَ وما للفْؤاد فيه هُيامُ
لم يُغَيِّرْكَ فيه ذَمٌّ ولا يَطعَنْـ ... كَ مَدْحٌ ولا عَلَيْه كَلامُ