للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله - ضمِن احْتِنَاكِ ذريّة آدم عن آخرهم إِلاَّ قليلاً. ومثل هذا {أَرَءَيْتَكُمْ} فى الأَنعام فى موضعين وقد سبق.

قوله: {وَمَا مَنَعَ الناس أَن يؤمنوا إِذْ جَآءَهُمُ الهدى} وفى الكهف زيادة {وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ} ؛ لأَنَّ ما فى هذا السّورة معناه: [ما منعهم] عن الإِيمان بمحمد إِلاَّ قولُهم: أَبعث الله بشراً رسولاً، هلاَّ بعث مَلَكاً. وجهلوا أَنَّ التَّجانس يورث التَّوانس، والتغاير يورث التَّنافر. وما فى الكهف معناه: ما منعهم عن الإِيمان والاستغفار إِلاَّ إِتيانُ سنَّة الأَوّلين. قال الزَّجاج: إِلاَّ طلب سنَّة الأَوّلين (وهو قولهم: {إِن كَانَ هاذا هُوَ الحق} فزاد: ويستغفروا ربَّهم، لاتصاله بقوله: سنة الأَولين) وهم قوم نوح، وصالح، وشعيب، كلُّهم أمروا بالاستغفار. فنوح بقوله: {استغفروا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً} وهود يقول: {وياقوم استغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ} وصالح يقول: {فاستغفروه ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} وشُعيب يقول: {واستغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} فلمّا خوّفهم سُنَّةَ الأَوّلين أَجرى المخاطبين مُجْراهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>