قوله تعالى:{إِنَّ المتقين فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ} وفى الطُّور {في جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ} ليس بتكرار؛ لأَن ما فى هذه السّورة متَّصل بذكر ما به يصل الإِنسان إِليها، وهو قوله {إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِيْنَ} ، وفى الطَّور متَّصل بما ينال الإِنسانُ فيها إِذا وَصَل إِليها، وهو قوله:{وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الجحيم كُلُواْ واشربوا} الآيات.
قوله:{إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} وبعده: {إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} ليس بتكرار؛ لأَنَّ كلّ واحد منهما متعلق بغير ما يتعلَّق به الآخر. فالأَوّل متعلِّق بترك الطَّاعة إِلى المعصية، والثانى متعلق بالشرك بالله تعالى.
فضل السّورة
فيه من الأَحاديث الضعيفة حديث أُبىّ: مَنْ قرأَ (والذَّاريات) أُعطِىَ من الأَجر عشرَ حسنات، بعدد كلّ ريح هبّت، وجرَت فى الدنيا، وحديث علىّ: يا علىّ مَنْ قرأَ (والذَّاريات) رضى الله عنه ويَشَمّ ريح الجنَّة من مسيرة خمسمائة عام، وله بكلّ آية قرأَها مثل ثواب فاطمة.