للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتأْنيث البصير لأَنَّ المراد بالإِنسان هنا جوارحه. وقيل: الهاءُ للمبالغة؛ كعلاَّمة، وزاوية. والضَّرير يقال له: البصير، على سبيل العكس. والصّواب أَنه قيل له ذلك لمالَه من قوّة بصيرة القلب.

وقوله: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأبصار وَهُوَ يُدْرِكُ الأبصار} حمله كثير من المتكلِّمين على الجارحة. وقيل: فى ذلك إِشارة إِلى ذلك، وإِلى الأَذهان، والأَفهام. والباصرة: الجارحة الناظرة.

{وَجَعَلْنَآ آيَةَ النهار مُبْصِرَةً} قيل معناه: صار أَهله بُصَراءَ؛ نحو رجل مُخْبِث، ومُضْعِف أَى أَهله خُبثاءُ وضعفاءُ. {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكتاب مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا القرون الأولى بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ} : آية جعلناها عِبرة لهم. وقوله: {وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} أَى انتظر حتى ترى ويرون. وقوله: {وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ} أَى طالبين للبصيرة. ويصحّ (أَن يستعار) الاستبصار للإِبصار؛ نحو استعارة الاستجابة للإِجابة. وقوله: {تَبْصِرَةً وذكرى} أَى تبصيرا وتنبييناً. يقال: بَصّرته تبصيراً، وتَبْصِرة؛ نحو ذكَّرته تذكيراً وتذكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>