بذلك؛ لكونه بناءً للأَب؛ فإِنَّ الأَب قد بناه. ويقال لكلّ ما يحصل من جهة شئٍ، أَو من ترتبيته أَو بتفقده، أَو كثرة خدمته له، وقيامه بأَمره: هو ابنه؛ نحو فلانٌ ابن الحرب، وابن السّبيل للمسافر. وابن بطنِه، وابن فرجه إِذا كان همّه مصروفاً إِليهما، وابن يومه إِذا لم يتفكَّر فى غدِه. وجمع ابن أَبناءٌ، وبنون. ومؤنَّثه ابنة وبنت. والجمع بنات.
وقوله:{هاؤلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} ، وقوله:{لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ} فقد قيل: خاطب بذلك أَكابر القوم، وعَرَض عليهم بناته، لا أَهلَ قريته كلَّهم؛ فإِنَّه محال أَن يعرض بنات قليلة على الجمّ الغفير. وقيل: بل أَشار بالبنات إِلى بنات أُمّته. سمّاهنّ بنات له؛ لكون النبىّ بمنزلة الأَب لأُمّته، بل لكونه أَكبر الأَبوين لهم. وقوله:{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ البنات} يريد به قولهم: الملائكة بنات الله.