للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا مدحت به جوادا ماجدا ... وقضيته بالشّكر حقّ ديونه

أصفيته بنفيسه ورصينه ... ومنحته بخطيره وثمينه

فيكون جزلا فى اتّفاق صنوفه ... ويكون سهلا فى اتّساق فنونه

وإذا أردت كناية عن ريبة ... باينت بين ظهوره وبطونه

فجعلت سامعه يشوب شكوكه ... ببيانه وظنونه بيقينه

وإذا عتبت على أخ فى زلّة ... أدمجت شدّته له فى لينه

فتركته مستأنسا لدمائة ... مستيئسا لوعوثه وحزونه

وإذا نبذت إلى التى علقتها ... إن صارمتك بفاتنات شئونه

تيّمتها؟؟؟ بلطيفه ورقيقه ... وشغفتها بخفيّه وكمينه

وإذا اعتذرت إلى أخ فى زلّة ... واشكت بين محيله ومبينه

فيحور ذنبك عند من يعتدّه ... عتبا عليك مطالبا بيمينه

والقول يحسن منه فى منثوره ... ما ليس يحسن منه فى موزونه

وقال الخليل بن أحمد: الشعراء أمراء الكلام، بضرّفونه أنّى شاءوا؛ وجائز لهم ما لا يجوز لغيرهم: من إطلاق المعنى وتقييده، ومن تصريف اللّفظ وتعقيده، ومدّ مقصوره، وقصر ممدوده، والجمع بين لغاته، والتفريق بين صفاته وقال: الشعر حلية اللسان، ومدرجة البيان، ونظام الكلام، مقسوم غير محظور، ومشترك غير محصور، إلا أنه فى العرب جوهرىّ، وفى العجم صناعى.

قال أعرابى لشاعر من أبناء الفرس: الشعر للعرب، فكلّ من يقول الشعر منكم فإنما نزا على أمّه رجل منا! فقال الفارسى: وكذلك من لا يقول الشعر منكم، فإنما نزا على أمّه رجل منا!

<<  <  ج: ص:  >  >>