للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سئل عن التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء، فقال: إي، والله.

وقال مالك - رحمه الله -: هي كالرجل في التسبيح (١).

دليلنا: ما تقدم (٢) من حديث سهل - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا نابكم شيء في الصلاة، فليسبِّحِ الرجال، وليصفِّقِ النساء".

فلما فرق بينهما، دل على أنه يُكره لها التسبيح.

ولأن من سنة صلاة المرأة تركَ الجهر بالقراءة فيما يُجهَر به من الصلوات، وترك الجهر بالأذان والتكبير؛ لما فيه من خوف الفتنة بها، وهذا المعنى موجود في رفع الصوت بالتكبير (٣)، فلم يستحب ذلك في حقها، وأقيم التصفيق مقامه.

واحتج المخالف: بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: ٣٥]، والتصدية: هي التصفيق (٤).


= طبقات الحنابلة (١/ ٨١)، والمقصد الأرشد (١/ ٩٥).
(١) ينظر: المدونة (١/ ١٠٠). والإشراف (١/ ٢٥٨).
ومذهب الحنفية: أن المرأة ممنوعة من إظهار صوتها في الصلاة، ومنه التسبيح. ينظر: فتح القدير (١/ ١٨١).
وأما الشافعية: فإن المرأة تصفق، وإن سبحت، فقد خالفت السنة. ينظر: الإشراف (٢/ ٤٩)، والمجموع (٤/ ١٢).
(٢) (١/ ١١٤).
(٣) كذا في الأصل، ولعله: التسبيح.
(٤) ينظر: لسان العرب، كلمة (صدد - مكا).

<<  <  ج: ص:  >  >>