للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوجد في جميع ذلك؛ لأن الجمع في السفر القصدُ به على العون على سفره (١)، وهذا يعم الظهر والعصر، كما يعم المغرب والعشاء.

وأما المرض، فإنما جعل له الجمع بين الظهر والعصر إذا خشي أن يغلب على عقله، ويشق عليه الوضوء، وهذا المعنى يوجد في الظهر والعصر؛ كما يوجد في المغرب والعشاء، وليس كذلك في المطر؛ لأنه إنما جعل ليتعجل الناس انقلابهم إلى بيوتهم، وهذا في الليل، فأما بالنهار، فلا بد لهم من الانتشار والتشاغل بالمعاش، فتزول فائدة الرخصة، فلهذا فرقنا بينهما.

* * *

١٤٠ - مَسْألَة (٢): الطين والوَحَل عذر في الجمع (٣):

وقد قال أحمد - رحمه الله - في رواية أبي طالب (٤): في المطر يكون يوم الجمعة بالغداة، فيصير طينًا، ثم ينقطع في وقت الذهاب؟ فمن


(١) هكذا في الأصل.
(٢) بياض في الأصل.
(٣) ينظر: الجامع الصغير ص ٥٦، والمغني (٣/ ١٣٣)، والإنصاف (٥/ ٩٤).
(٤) ينظر: الفروع (٣/ ١٠٦ و ١١٠).
وإلى جوازه ذهبت المالكية. ينظر: المدونة (١/ ١١٥)، والإشراف (١/ ٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>