واحتج المخالف: بما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه حمل في جنازة سعد بن معاذ - رضي الله عنه - بين العمودين.
والجواب: إن صح هذا الخبر فيعارضه ما روى ثوبان، وهو أولى من وجهين:
أحدهما: أنه قول.
والثاني: أنه يعضده قول ابن مسعود، وابن عمر، وأبي الدرداء، وأبي هريرة - رضي الله عنهم -.
وعلى أنه يحتمل أن يكون فعل ذلك ليبين الجواز، أو لأنه لم يتفق أربعة يحملونه.
* فصل:
في صفة التربيع، فذكر أبو بكر في كتاب زاد المسافر روايتين:
إحداهما: يبدأ بالرأس فيضعه على كتفه الأيمن، وهو يمين الميت ثم يبلغ إلى رجليه ثم يبدأ بالرأس فيضعه على كتفه الأيسر، وهو يسار الميت إلى رجليه، نقل ذلك الجماعة: صالح، والأثرم، وحرب، والفضل بن زياد، وأبو داود، وأبو طالب، وهو اختيار الخرقي رحمهم الله.
والثانية: يبدأ بالرأس ويختم بالرأس، نقل ذلك حنبل فقال: يبدأ من حمل السرير فيضع أحد جوانب السرير على كتفه الأيمن، وهو يمين الميت ثم يرجع إلى مؤخر السرير فيضعه على يساره وهو يسار الميت،