للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأن الفخذ عضو بين السرة والركبة، فكان من العورة، دليله: القبل، والدبر.

واحتج المخالف: بما روت عائشة - رضي الله عنها -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا كاشفًا عن فخذه، فاستأذن أبو بكر - رضي الله عنه -، فأذن له، وهو على حاله، ثم استأذن عمر - رضي الله عنه -، فأذن له وهو على حاله، ثم جاء عثمان - رضي الله عنه -، فاستأذن، فأرخى عليه ثيابه، وغطى فخذه، فلما قاموا، قالت عائشة - رضي الله عنها -: فقلت: يا رسول الله! رأيتك تصنع بعثمان ما لم تصنع بهما؟ فقال: "يا عائشة! ألا أستحي من رجل - والله - إن الملائكة لتستحي منه" (١). وفي لفظ آخر: قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا في بيتي كاشفًا عن فخذه أو ساقه، فاستأذن أبو بكر - رضي الله عنه - وهو على تلك الحال، ثم استأذن عمر - رضي الله عنه - وهو على حاله كذلك، فاستاذن عثمان - رضي الله عنه -، فجلس وسوّى ثيابه … وذكر الخبر (١).

ولفظ آخر: أن أبا بكر - رضي الله عنه - استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لابسٌ مُرطَ (٢) أم المؤمنين، فأذن له، ثم قضى إليه حاجته، ثم خرج، فاستأذن عليه عمر - رضي الله عنه - وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم خرج، فاستأذن عثمان - رضي الله عنه -، فاستوى جالسًا، وقال: "إن عثمانَ شديدُ الحياء، ولو أذنتُ


(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عثمان بن عفان، رقم (٢٤٠١ - ٢٤٠٢).
(٢) كساء. ينظر: النهاية في غريب الحديث (مرط).

<<  <  ج: ص:  >  >>