للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: أن الصحابة - رضي الله عنهم - عملت عليه، فروى أبو بكر النجاد بإسناده عن عبد الملك بن عمير قال: حدثت (١) عن عمر - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ في العيدين: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.

وروى أيضًا بإسناده عن عمارة الصيدلاني عن مولى لأنس قد سماه قال: انتهيت مع أنس - رضي الله عنه - يوم العيد إلى الزاوية، فإذا مولى له يقرأ في العيد: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} قال: فقال أنس: إنهما السورتان اللتان قرأ بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد بيَّن عن عمر وأنس - رضي الله عنهما - الأخذ بذلك.

والثاني: أن أخبارنا أكثر رواة؛ لأنه رواه سمرة، والنعمان، وابن عباس - رضي الله عنهم -، وأيضًا فإن هذا اليوم مشبه بيوم الحشر؛ لأن الناس يجتمعون من كل موضع و (٢) من العوالي والسوادات والنساء والمخدرات والصبيان بعضهم يكون لهم فرح، وبعضهم يكون لهم غم على ألوان مثل يوم المحشر، وإذا كان هذا اليوم مشبهًا بالمحشر استحب أن يقرأ فيه ما يوقظهم من الغفلة، ويذكرهم بالآخرة وفي سورة الغاشية ذكر القيامة، وكذلك في سورة الأعلى.

واحتج أصحاب أبي حنيفة رحمهم الله بقوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: ٢٠].


(١) في الأصل: حديث، والتصويب من "مصنف" ابن أبي شيبة.
(٢) هنا كلمة لم أهتد لقراءتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>