للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمسنون (١)، مثل تكرار الغَسل، والاستسقاء بالصلاة، كذلك ها هنا.

واحتج: بأن الإنسان لا يخلو في كل وقت من نعم يجددها الله - عز وجل - عنده، أو نقمة يصرفها عنه، فلو كان السجود مسنونًا مستحبًا لها، لوجب أن يسجد في كل وقت، وقد علم عجزه عن أداء ذلك والقيام [به] (٢)، وما أدى إلى ذلك لم يصح اعتباره.

والجواب: أنا إنما نستحبه عند تجدد النعمة الظاهرة، أو انصراف نقمة ظاهرة، وهذا لا يؤدي إلى ما قالوه، والفرق بينهما ظاهر معقول لكل أحد من الناس.

ولهذا ترى العقلاء يهنئون بالسلامة من خوف عارض في الحوار (٣)، ولا يفعلون ذلك في كل ساعة من ساعات النهار، وإن كان الله - عز وجل - يصرف عنهم البلاء والآفات، ويمتعهم بأسماعهم وأبصارهم وعقولهم وأديانهم، ويفرقون في التهنئة [بين] (٢) النعم الظاهرة والباطنة، كذلك السجود للشكر يتعلق بإحداهما دون الأخرى.

واحتج: بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا رأيتم أهل البلاء، فسلوا الله العافية" (٤)، وهذا يدل على أنه لا يسجد.


(١) في الأصل: بمنسوب.
(٢) ما بين القوسين مضافة ليستقيم الكلام.
(٣) كذا في الأصل، ولعلها: في الجوار.
(٤) لم أجده بهذا اللفظ، وذكره ابن القيم في عدة الصابرين ص ٩٥، وقد جاء =

<<  <  ج: ص:  >  >>