للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنا ذكرت لكم هذا القول لا لأنني أُرجِّحه، لا، أنا أرجح قول القائلين بالعموم؛ بأنه لا بد من التذكية الشرعية بإنهار الدم، وذِكر اسم الله سبحانه وتعالى عليه، هذه العمومات واضحة.

وإذا كان المسلم وهو أطهر عند الله لا تطهر ذبيحته إلا بالتذكية بإنهار الدم، وذِكر اسم الله؛ فمن كان فيه الرجس أوْلَى بأن يشترط في تذكيته ذلك هذا هو الذي نرى، لكنني ذكرت لكم لأجل أن لا تحتدوا في الإنكار العظيم الذي صار الآن بين الناس من أجل هذه اللحوم المستوردة بناء على أنها لم تُذكَّ ذكاة شرعية.

نقول: المسألة -الحمد الله- ما دام فيها خلاف من علماء المسلمين من أصحاب مالك وغيرهم من القدامى والعصريين، فإنه لا ينبغي أن نحتد حتى نقول للمسلمين أنتم الآن تأكلون الحرام والرجس والأنجاس، لأن اللي يقول هذا ما يحل معناه أننا نأكل الحرام، ونأكل الرجس، ونأكل النجس؛ لأنه ميتة يكون.

كوننا مثلًا نخلي المسلمين الآن يشكون في كل شيء، أنا سمعت من يقول: البسكوت تراه حرام؛ لأن فيه شحم خنزير والجبن حرام؛ لأن فيه شحم خنزير والثياب حرام؛ لأنها تخاط بمكائن النصارى، والسيارات حرام؛ لأنها مصانع النصارى، هذا ما هو بصحيح يا جماعة.

طالب: ( ... ).

الشيخ: نعم، صحيح ( ... ) يعني يجب أن الإنسان يكون متعقلًا للأشياء، وكوننا نخلي المسلمين، أنا أقول هذا، توافقونني أو لا توافقونني، لكن ما دام يدل عليه الدليل، ويبين فيه الدليل ما يهم.

كوننا نجعل المسلمين يأكلون ما يراه الإنسان حلالًا لهم مطمئنين خير من كوننا نجعلهم يأكلونه وهم شاكون، أو يعاندون، أو يعاند؛ لأن الورع .. الناس بينقسمون نحو هذا القول ثلاثة أقسام:

قسم يقول ما علينا من كلامكم، نبغي نأكل ما يهمنا حلال ولَّا حرام.

وقسم آخر: يأكله وهو يغص به يعني يشق عليه أكله، ولكن ما هو مخليه.

وقسم ثالث: ينحرم منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>