للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما دمنا نجد في هذا الأمر الذي يبتلى به الناس ما دمنا نجد سعة والمسألة مبنية على الاجتهاد، والاجتهاد لا يقتضي التحريم، أنا ما أقول: حللوا للناس ما تعتقدونه حرامًا، هذا لا يجوز أن الإنسان يتبع الواقع، ولكني أقول الشيء الذي فيه خلاف بين أهل العلم ولا مخالفة للنص ما ينبغي أن نشدد ..

هنا توقف الشيخ -رحمه الله- عن شرح متن الزاد إلى الشرح من مذكرة أخرى.

أو يهوديًّا أو نصرانيًّا أو مسلمًا؛ لأن العموم ظاهرة عامة، وإذا كان المسلم يشترط في تذكيته هذا فغير المسلم من باب أوْلى.

وكونه يقول: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} [المائدة: ٥] عام فنقول أيضًا: «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ» (١). فهو عام، والأخذ بهذا العموم أولى؛ لأن القياس يؤيده، وهو أنه إذا اشترط هذا في حق المسلم ففي حق غيره من باب أولى.

طالب: ( ... ).

الشيخ: الآية عامة، وتعرف أن أي شيء بنحمله على وقت التنزيل ما يمكن نحمله إلا الدلالات اللفظية فقط، أما الأحوال ما يمكن، ما دام عندنا عموم، صحيح الدلالات اللفظية ما كانت هذه الكلمة تدل عليه في وقت التنزيل فهو أولى؛ لأن الناس بيخاطبون بشيء يعرفونه لكن شيء معنوي، المعاني عامة في كل زمان، نعم لو فرض أن هذه اللفظة لها مدلول في الوقت الحاضر ومدلول في وقت التنزيل، فالواجب حملها على وقت التنزيل؛ لأننا لو حملناها على المعنى المفهوم الآن صارت في وقت التنزيل مجهولة ولَّا معلومة؟

طلبة: مجهولة.

الشيخ: مجهولة، وتنزيل الله تعالى كتابًا على قوم يجهلون معناه، هذا غير لائق بحكمته سبحانه وتعالى، أما العمومات المعنوية فهي شاملة.

على كل حال نحن نرى أنه يشترط في تذكية غير المسلمين من أهل الكتاب ما يشترط في تذكية المسلمين، ولكن بقي علينا مسألة: هل الأولى أن نسأل كيف ذبحوا؟ وهل سموا أو لا؟ ولَّا ما نسأل؟

<<  <  ج: ص:  >  >>