للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مسائل) جمع (مسألة)، والمسألة: ما يستدل له في العلم؛ يعني: ما يبرهن عنه في العلم والدين ويطلب له الدليل يسمى: مسألة؛ ولهذا قالوا: إن العلم مسائل ودلائل، والدلائل سمعية وعقلية؛ فإن كانت بنص من كتاب أو سنة أو إجماع فهي سمعية، وإن كانت بقياس فهي عقلية.

فإذن العلم كله حتى أصول الدين العقائد مسائل ودلائل؛ أحكام ودلائل تثبت هذه المسائل، الدلائل قلنا: إنها سمعية وعقلية، فالسمعية: الكتاب والسنة والإجماع، والعقلية: القياس وما يقتضيه النظر.

(مسائل نادرة الوقوع) يعني: قليلة الوقوع؛ لأن المسائل النادرة ما ينبغي أن الإنسان أن يشغل نفسه بها، مثل من يشغلون أنفسهم بمسائل الألغاز، كثير من الناس يكون له شغف بالمسائل النادرة جدًّا اللي يمكن ما تقع، كمسائل الألغاز علشان كما قالت العامة: خالف ترتاح، لكن المسائل النادرة ما لها داعٍ تكتب، المسائل النادرة إذا وقعت يسهِّل الله حلها، لكن كثيرة الوقوع هي المهمة.

ولهذا قال المؤلف: (وزدت ما على مثله يُعتمَد) (زدت ما) (ما) هذه اسم موصول بمعنى (الذي)، صلتها قوله: (يعتمد)، و (على مثله) متعلق بـ (يُعتمَد)، يعني: زدت ما يعتمد على مثله، لكن قدمه للتجانس؛ تجانس السجع.

(وزدت ما على مثله يعتمد) يعني: زدت من المسائل أشياء مهمة يعتمد عليها.

إذن فهذا الكتاب صنيعه بالنسبة للمقنع اشتمل على ثلاثة أمور:

أولًا: الاقتصار على قول واحد ( ... ).

ثانيًا: حذف المسائل النادرة.

ثالثًا: (٩)

زيادة ما يعتمد على مثله من المسائل الهامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>