والثاني الطب النبوي المعنوي الروحي، وذلك بالقراءة على المرضى، وهذا قد يكون أشد تأثيرًا وأسرع تأثيرًا، انظر إلى رُقْية النبي صلى الله عليه وسلم للمرضى تجد أن المريض يشفى في الحال، فإنه لما قال في يوم خيبر:«لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ» بات الناس تلك الليلة يخوضون من هذا الرجل؟ فلما أصبحوا غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يعني: راحوا في الصباح كل واحد متشوف لها؛ لأنه سوف يغنم مغنمًا كثيرًا؟ لا؛ لأنه سوف ينال هذا الوصف «يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»، فقال:«أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ » قالوا: يشتكي عينيه، فدعا به فجيء به، فبصق في عينيه ودعا، فبرئ في الحال (٢٣)، كأن لم يكن به أثر، فأعطاه الراية.
وكذلك عين أبي قتادة أظن لما ندرت حتى صارت على خده جيء به إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فأخذها بيده ووضعها في مكانها وبرئت (٢٤)، ما فيه عملية ولا شيء، لكن بإذن الله ودعاء الله؛ دعا الله فأجابه.