للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طالب: شيخ -جزاك الله خيرًا- بعض الناس يوتر أول الليل، فإذا استيقظ آخر الليل صلى واحدة، لكي تشفع الأولى ثم يوتر؟

الشيخ: هذا روي عن ابن عمر (٢٧) ويسمى نقض الوتر، لكنه ليس بصحيح.

( ... ) ذكرنا أن للتطوع اصطلاحَيْن؟

طالب: التطوع عند الفقهاء: كل طاعة غير واجبة، وأما عند غير الفقهاء يطلقون التطوع على النافلة.

الشيخ: في الشرع؟

الطالب: على النافلة.

الشيخ: لا، هذه نافلة هي طاعة غير واجبة.

طالب: على فعل الطاعة مطلقًا.

الشيخ: على كل طاعة ولو واجبة.

ما هي الحكمة من مشروعية التطوع؟

طالب: أولًا: حتى تجبر ما نقص في الواجبات، وتزيد إيمان المؤمن، وتعوده على كثرة الطاعات.

الشيخ: إذن جبر ما نقص من الفرائض، والثاني زيادة عمل المؤمن؛ لأنه لولا أن الله شرعها لكانت بدعة لا تحل.

ذكرنا أن كل واجب من واجبات الإسلام له تطوع؟

طالب: الصلاة لها تطوع، الحج له تطوع، الصيام له تطوع، الزكاة لها تطوع.

الشيخ: أو الصدقة.

الطالب: إي، الصدقة.

الشيخ: الصدقة لها تطوع. بر الوالدين؟

الطلبة: له تطوع.

الشيخ: له تطوع، أقل ما يسمى برًّا هذا واجب، وما زاد فهو تطوع، كل العبادات لها تطوع.

ما هو آكد عبادات البدن؟

طالب: على قول المؤلف صلاة الكسوف آكد.

الشيخ: لا، الصلاة، أنا أظن ما قلتها لكم الحقيقة.

الطلبة: نعم.

الشيخ: إذن نقولها الآن: آكد ما يتطوع به من العبادات البدنية الجهاد، وقيل: العلم، فمن العلماء من فضَّل العلم، ومن العلماء من فضل الجهاد.

والصحيح أنه يختلف باختلاف الفاعل وباختلاف الزمن، فقد نقول لهذا الشخص: إن الأفضل في حقك الجهاد، وللشخص الآخر: إن الأفضل في حقك العلم، فإذا كان هذا الرجل شجاعًا قويًّا نشيطًا بليدًا فالأحسن له الجهاد؛ لأن البليد غالبًا لو تعلمه ليلًا ونهارًا ما يستفيد، وإذا كان ذكيًّا حافظًا قوي الحجة فالأفضل العلم، هذه واحدة، هذه باعتبار الفاعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>